رئيس جنوب أفريقيا: التمسك بميثاق الأمم المتحدة… ووقف الإبادة في غزة وإصلاح مجلس الأمن

أكد رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، أن المجتمع الدولي مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بقيم ميثاق الأمم المتحدة، وتعزيز التضامن بين الدول، وصون المؤسسات التي تتيح للتعددية أن تزدهر.

ورحب بالشراكة الوثيقة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، مذكّرا بأن رئاسة بلاده لمجموعة العشرين تمثل المرة الأولى التي تعقد فيها القمة على أرض القارة الأفريقية، "مهد الإنسانية"، مع التركيز على مواجهة الكوارث، وضمان استدامة الديون للبلدان منخفضة الدخل، وتمويل التحول الطاقي، وتسخير المعادن الاستراتيجية لتحقيق نمو شامل وتنمية مستدامة.

وقال إن أفريقيا قارة "في طور النهوض الذي لا رجعة فيه"، لكن عديدا من أهداف التنمية المستدامة ما زال بعيدا بسبب شح الموارد المالية. وأوضح أن دولا نامية كثيرة تنفق على خدمة ديونها أكثر مما تنفق على الصحة أو التعليم، بينما تُستخدم التجارة أداة ضغط ضد بعض الدول. وفي هذا السياق، شدد على وجوب رفع الحظر الاقتصادي المفروض على كوبا "عاجلا لا آجلا".

وانتقد الإنفاق العسكري العالمي الذي بلغ مستويات قياسية، مؤكدا أن "إسكات صوت البنادق في كل مكان شرط لتحقيق التنمية والسلام". لكنه حذّر من أن مكانة الأمم المتحدة يجري تقويضها بسبب تنامي العمل العسكري الأحادي، مستشهدا بما يحدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان.

وفي الشرق الأوسط، شدد رامافوزا على مسؤولية الدول الأعضاء في ضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وحمايتهم. وقال: "هناك إجماع متزايد على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة"، مؤكدا أن جنوب أفريقيا تصر على أن تصدر محكمة العدل الدولية حكما بهذا الشأن "وأن الإبادة يجب أن تتوقف".

وأشار أيضا إلى ضعف التقدم في مجال نزع السلاح النووي رغم اعتماد معاهدة الحظر، موضحا أن بلاده ستترأس المؤتمر الاستعراضي الأول لهذه المعاهدة العام المقبل. وأعلن دعم جنوب أفريقيا لترشيح امرأة لتولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

وشدد على أن إصلاح مجلس الأمن أصبح ضرورة ملحة، قائلا: "من غير المقبول أن تُستبعد أفريقيا، التي تضم 1.4 مليار نسمة، وأمريكا الجنوبية من المجلس. هذا ظلم، وهذا غير مقبول، ويجب أن ينتهي".

وأكد، مستشهدا بمبادرة "الأمم المتحدة 80"، الحاجة إلى تغييرات هيكلية في منظومة الأمم المتحدة في ظل تراجع التمويل، لضمان قدرتها على الاضطلاع بولايتها بفعالية وصون القانون الدولي. وختم قائلا: "الحرية لا تتجزأ، وحرمان شخص واحد من حقوقه ينتقص من حرية الجميع".