الصين: تضامنٌ ينهض بالجميع… وحوكمة عالمية أكثر عدلًا بقيادة تعددية وشراكات عملية

أكد لي تشيانغ أن ثمانية عقود من مسيرة الأمم المتحدة كانت شاقة لكنها ذات غاية، وأن السلام والتنمية يختزلان أشد تطلعات الشعوب، داعيًا إلى رفع صوت التضامن والتعاون بوصفهما محركَي التقدم الإنساني، وإلى إعلاء قيم الإنصاف والعدالة لأن منطق القوة يقود إلى الانقسام والتراجع، ولا سيما لدى الدول الكبرى التي يُفترض أن توفّق بين المصالح والعدالة.

ولفت إلى دخول العالم مرحلة اضطراب وتحول مع عودة الأحادية وتعطّل فعالية النظام الدولي، معتبرًا أن الإنسانية عند مفترق طرق جديد، ومشددًا على أن المبادئ المؤسسة للأمم المتحدة يجب ألا تخبو. وفي هذا الإطار، طرح “مبادرة الحوكمة العالمية” للصين مرتكزةً إلى المساواة في السيادة، وتعددية الأطراف، ومقاربة محورها الإنسان، وترجمة الأقوال إلى أفعال، بما يتيح نظام حوكمة أكثر عدلًا وتوازنًا.

وشدد على أن أمن الجميع مترابط داخل “قرية عالمية واحدة”، وأن شواغل الأمن المشروعة لكل دولة ينبغي أن تُحترم وتُعالج بالحوار. وأبرز أن الصين أكبر مساهم في ميزانية عمليات حفظ السلام، وأكبر مُوفِرٍ لقوات حفظ السلام بين الأعضاء الدائمين، وأنها ستواصل الدفع نحو مفاوضات السلام في أوكرانيا وفي النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي.

اقتصاديًا، دعا إلى إنعاش التعاون وطلب النتائج الرابحة للجميع، محذرًا من الحمائية ورفع الرسوم بوصفها سببًا رئيسيًا لركود النمو العالمي. وأكد ضرورة توسيع تقاطعات المصالح وتعزيز عولمة اقتصادية شاملة وعادلة، مذكرًا بإسهام الصين عبر الانفتاح وخفض الرسوم الجمركية وتيسير النفاذ إلى أسواقها.

وحثّ على احترام التنوع الحضاري ونبذ أوهام التفوق الثقافي التي تُنتج الشقاق والمواجهة، معلنًا تنفيذ 50 برنامجًا للتعاون الإنمائي في مجالات الثقافة والحضارة للدول النامية خلال خمس سنوات، واستضافة 200 برنامج تدريبي وحواري حول التفاهم بين الحضارات. وفي المناخ، شدد على “المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة” وتنفيذ اتفاق باريس بفعالية، مبرزًا امتلاك الصين لأكبر وأسرع منظومة طاقة متجددة نموًا، وطرحها “مبادرة حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمي” لضمان تطويرٍ محوره الإنسان، يَسخَر التقدمَ التقني للخير وتوزَّع منافعه على نحو منصف.