قال جيهون بايراموف، وزير الشؤون الخارجية في أذربيجان، إن إعادة تنشيط المنظومة متعددة الأطراف وإصلاحها بوضع الأمم المتحدة في صلبها يقتضيان تطبيقًا غير انتقائي للمعايير والمبادئ المقبولة عالميا في القانون الدولي. واستعاد ما كرّسه "قمة المستقبل" من تجديد لالتزام الدول الأعضاء بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والتعددية والتعاون الدولي، مشددا: "آن الأوان لأن تتحول تعهداتنا المشتركة إلى عمل حقيقي وحاسم".

وأوضح أنّ أذربيجان، بوصفها الدولة المضيفة للدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP29) في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ستعمل على إشاعة روح الشراكة للتصدي لتحديات المناخ باعتبارها التزاما مشتركا وواجبا أخلاقيا. ولفت إلى أنّ التطلع الرئيس للمؤتمر يتمثل في الاتفاق على "هدف كمي جديد ومشترك" عادل وطموح لتمويل المناخ، قائلا: "سيكون هذا أول هدف كبير في تمويل المناخ منذ اعتماد اتفاق باريس، وقد عملنا دون كلل لمساندة الأطراف في بلوغ اتفاق". وأضاف أنّ (COP29) سيتيح، إلى ذلك، فرصةً لتجاوز الخلافات والإسهام في السلام العالمي وجدول أعمال المناخ. ولتحقيق هذه الغاية، قدّمت أذربيجان "مبادرة هدنة (COP29)" بوصفها مبادرة رئيسة، ضمن "نداء مشترك رسمي" أُعلن قبل أيام. وأردف أنّ وضع حدٍّ للنزاع المسلح مع أرمينيا واستعادة أذربيجان سيادتها وسلامتها الإقليمية أوجدا واقعا جديدا في جنوب القوقاز: "فللمرة الأولى منذ عقود تحققت الاستقرار على الأرض، وتكرّس سلامٌ بحكم الأمر الواقع".

وبيّن أنّ أذربيجان شرعت، توازيا مع مسار تطبيع العلاقات بين الدولتين، في جهود وطنية واسعة لإعادة التأهيل والإعمار في مرحلة ما بعد النزاع، بهدف كفالة حقوق مئات الآلاف من الأذربيجانيين في ممارسة حقهم المنتهك بالعودة الآمنة والكريمة إلى ديارهم. وحذّر من أنّ التلوث الواسع للأراضي الأذربيجانية بالألغام الأرضية وسائر الأجهزة المنفجرة ما زال يشكّل عقبة كبرى. وذكر أنّ 377 شخصا—بينهم مدنيون—سقطوا ضحايا للألغام منذ انتهاء النزاع في عام 2020. وعلى هذا الأساس، قدّمت أذربيجان هدفا وطنيا جديدا هو "الهدف 18 من أهداف التنمية المستدامة" يُعنى بالأعمال المتعلقة بالألغام. وختم مؤكدا التزام بلاده بصون السلم والأمن الدوليين والاستثمار في روح التضامن والتعاون على الصعيد الدولي، قائلا: "نظل مناصرين أقوياء لتكاتف الجهود لتجاوز التحديات وتمهيد السبيل إلى مستقبل أكثر إشراقا لنا وللأجيال القادمة".