بيان
موجز البيان
قال غوستافو بترو أورِيغو، رئيس كولومبيا، إن على الإنسانية أن تخطو خطوةً نحو السلام العالمي، معربًا عن الأسف لأن قدرة أيّ رئيس على إيصال صوته باتت رهن المال والقوة العسكرية والنفوذ والقدرة على تدمير البشر. وأوضح أن قوة الدول في عالم اليوم لم تعد تُقاس بالنظامين الاقتصادي أو السياسي بقدر ما تُسخَّر للتدمير. وبيّن أن الأصوات المدافعة عن صون الحياة تُهمَل—لا سيما حين تُندّد "بالإبادة الجماعية في غزة" أو تدعو إلى مقايضة الدَّيْن بالإنفاق على مكافحة تغير المناخ. وأضاف أن امتياز التدمير مُكرَّس داخل منظومة الأمم المتحدة، وأن "صوت الأمم لا يُسمَع حين ندعو البشر إلى الاتحاد لصون الوجود". وأشار إلى أن من يريدون صون الحياة يتحدثون هنا لكن لا أحد يصغي إليهم. وأسِف لأن أكثر من 11 مليون هكتار من الأمازون احترقت في شهرٍ واحدٍ من عام 2024 بفعل تغيّر المناخ، محذرًا—استنادًا إلى العلماء—من أن فقدان الأمازون يشكل نقطةَ "لا عودة". وقال، مستحضرًا إرنست همنغواي: "النياقيس تُقرَع لكم، ولنا، وللبشرية وللحياة؛ لقد بدأ الانتهاء".
وقال إن كولومبيا دعت قبل عام إلى مؤتمرٍ للسلام في فلسطين، لكننا نشهد اليوم مقتل 20 ألف طفل وطفلة بالقنابل، فيما "رؤساءُ تدمير البشر" يتهامسون ضاحكين في أروقة الأمم المتحدة—وتعاونهم وسائلُ الإعلام ومالكوها—وهم يعيدون تشكيل عالمٍ منزوع الحرية والديمقراطية. وأكد: "إن المشروع الديمقراطي للإنسانية يحتضر"، فيما هناك من "يُمعنون في الاعتقاد الأحمق بأن العِرْق الآري يجب أن يهيمن على العالم" ويستعدون لذلك بالقنابل والرعب. ورأى أن هذا ما يحدث في غزة ولبنان، محذرًا: "حين تموت غزة، ستموت الإنسانية". وعزا هذا "الهَول المعاصر" إلى اللامساواة الاجتماعية، مستشهدًا بتقريرٍ لـ"أوكسفام" يفيد بأن أغنى 1% من سكان العالم يملكون ثروةً تفوق ما يملكه 95% من البشر، وأن هؤلاء أنفسهم مسؤولون عن التغير المناخي بفعل النفط والكربون—"وللأسف يطيعهم السياسيون في أقوى الدول لأنهم يمولون حملاتهم".
وحذّر من أن هؤلاء "المالكين" للإعلام العالمي يحجبون حقيقة العلم—كما في فيلم "لا تنظر إلى الأعلى"—ويملون ما يُسمح بقوله. وأكد أن هوسهم بـ"السوق الحرة" سيقود إلى تدمير كوكبنا، مبيّنًا أن السوق الحرة ليست حرية، بل "تعظيمٌ للموت". وأشار إلى أن "أغنى 1%"—أو الأوليغارشية العالمية النافذة—يسمحون بإسقاط القنابل في فلسطين ولبنان والسودان، ويفرضون حصاراتٍ اقتصادية على بلدانٍ مثل كوبا وفنزويلا لأنها تأبى الخضوع لنفوذهم، ترهيبًا وزجرًا. وقال: "إن هذه الأوليغارشية تقود البشرية إلى حافة الفناء"، فيما "السياسة تومئ لها موافقةً". وتساءل: "هل سيترك الناس هذا يستمر؟"، منبهًا إلى أن الوقت نفد. وختم هذا المحور بدعوةٍ صريحة: "تعجز الحكومات عن وقف انقراض الحياة البشرية. واليوم علينا أن نختار بين الإنسانية والجشع، بين الإنسان ورأس المال"، داعيًا الشعوب إلى "أن نرفع راية الحياة وإلا امتلأت المقابر الجماعية بأبنائنا".
ودعا، كما اتحد عمال العالم يومًا تحت رايةٍ حمراء، إلى أن تتحد الإنسانية اليوم تحت "راية بكل الألوان" للدفاع عن الحياة. وأكد أن الأفراد ضعفاء فرادى، أقوياء متساندين، وأن هذا التساند سيمنح معنى جديدًا لـ"اشتراكيةٍ عالمية" تجعل الإنسان موضوعها السياسي في وجه أوليغارشيةٍ عالمية تسعى إلى التدمير. وميّز بين القادة والدول، موضحًا أنه لا يستهدف القادة الحاليين في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين والاتحاد الروسي، بل يستلهم من شعوب تلك الدول وتاريخها. ودعا هذه البلدان—بما هي شعوبٌ وتراكمُ معارف—إلى توحيد خبرتها لإطلاق "ثورة عالمية" تضم أكبر جيشٍ بلا سلاحٍ ولا تمويلٍ مصرفي، وإنما بقوة إنسانيةٍ متّحدة: "محاربون من أجل الحياة". وأكد أن "ساعة الشعوب قد حانت". وبدلًا من مخاطبة حكوماتٍ لا تصغي، دعا الشعوب إلى أن تعمل معًا لصوغ قوةٍ ديمقراطيةٍ جديدة. وختم بالقول: "إذا ظفرت الحياة على شفير الفناء، هُزمت الأوليغارشية، وولدت ديمقراطية عالمية؛ إن قصةً جديدة توشك أن تبدأ".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة