رئيس البرتغال يشيد بغوتيريش ويدعو إلى إصلاح الأمم المتحدة وتعزيز التعددية

أشاد رئيس البرتغال، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مثمّنا نزاهته الإنسانية وتفانيه في إعلاء القانون الدولي، والإصلاحات التي قادها منذ عام 2017، بما في ذلك مبادرة الأمم المتحدة 80 و"ميثاق المستقبل". واعتبر أن هذه الجهود شهادة على عمله وإرثه، مؤكدا أن تولي مواطن برتغالي منصب الأمين العام يجسد روح البرتغال في العلاقات الدولية.

وحذّر من أن الأمم المتحدة تواجه "لحظة وجودية"، مشددا على أن غياب التغيير والتجديد يهدد بتهميشها وترك العالم لسيادة القوة، ومؤكدا أن الخيار أمام المجتمع الدولي واضح: إما تعزيز التعددية أو الاستسلام للتشرذم.

وأكد أنه لا بديل عن الأمم المتحدة، وأن لا مجموعة ولا حتى تحالفات كبرى يمكن أن تحل محل النظام الدولي الجامع، مشيرا إلى أن العالم سيظل متعدد الأقطاب، وأن غياب التعددية لا يلغي الحاجة إليها.

وأوضح أن أزمات مثل أوكرانيا والشرق الأوسط أظهرت محدودية قدرة القوى الكبرى وحدها على فرض وقف لإطلاق النار أو إيجاد تسوية، مشيرا في المقابل إلى أن اعتراف عدد متزايد من الدول بدولة فلسطين يمثل دليلا على الإرادة الدولية الجماعية وعلى الحاجة إلى الأمم المتحدة والتعددية والحوار بين الدول كافة.

وشدد على أن القانون الدولي يجب أن يكون أساس أي إصلاح، مؤكدا أن العالم المحكوم بالقواعد أكثر أمنا وعدلا وقابلية للتوقع.

وفي استعراضه لأولويات الإصلاح، حدد ثلاث ركائز هي الوقاية، والشراكة، والحماية. ودعا إلى التركيز على العمل الوقائي قبل اندلاع النزاعات، عبر الوساطة والدبلوماسية الوقائية والدور الفاعل للأمين العام ولجنة بناء السلام. وأكد أن الاستثمار في بناء السلام ينبغي أن يعالج جذور العنف ويعزز المجتمعات القادرة على الصمود، مشددا على أن التنمية شرط لبناء السلام والعمل الوقائي، وعلى ضرورة تجديد الالتزام بتنفيذ جدول أعمال 2030 وإصلاح النظام المالي الدولي.

كما دعا إلى تسخير الأدوات الرقمية والفضاء والذكاء الاصطناعي لتكون أدوات للسلام لا للهيمنة، مؤكدا أن ردم الفجوة الرقمية والتكنولوجية محوري لبناء مجتمعات عادلة وقادرة على الصمود.

واختتم بالتأكيد على التزام البرتغال بالعمل المناخي وصون المحيطات، موضحا أن بلاده خصصت 27% من مساحتها البحرية كمناطق محمية وتتجه إلى بلوغ 30% بحلول عام 2030. 

وأكد أن حماية المحيطات والعمل المناخي والتنمية المستدامة تظل أولويات رئيسة لدبلوماسية بلاده، وأن البرتغال ستواصل الدفع باتجاه حلول دولية تصون كوكب الأرض وتبقي الأمم المتحدة منبرا فعالا للعمل الجماعي.