رئيس إندونيسيا: الأمم المتحدة سندٌ لتقدمنا… ومستعدون لإرسال 20 ألفًا لحفظ السلام في غزة.. تمسّك بالتعددية، التزام بالمناخ والتنمية، ودعم صريح لحل الدولتين

استحضر رئيس إندونيسيا، برابوو سوبيانتو، عبارة "خُلق جميع البشر متساوين" من إعلان استقلال الولايات المتحدة، قائلا إنها ألهمت الحركات الديمقراطية ومهّدت للإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وأكد أن هذه العقيدة فتحت السبيل إلى رخاء وكرامة غير مسبوقين عالميًا، رغم ما يعتري العالم من تحديات وحالة متزايدة من عدم اليقين.

وقال: "حماقات البشر، التي يغذيها الخوف والعنصرية والكراهية والاضطهاد والفصل العنصري، تهدد مستقبلنا المشترك". واستعاد تاريخ بلاده تحت الاستعمار حيث "عومِل الإندونيسيون أسوأ من الكلاب في وطنهم"، قبل أن تقف الأمم المتحدة إلى جانبهم في معركة الاستقلال ومكافحة الجوع والمرض والفقر.

وأشار إلى أن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة منحت إندونيسيا الشرعية الدولية، وساعدتها برامج الأمم المتحدة — من "يونيسف" و"منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)" و"منظمة الصحة العالمية" وغيرها — في تنميتها المبكرة.

ودعا المجتمع الدولي إلى عدم الاستسلام أمام النزاعات والظلم، قائلا: "يجب أن نقترب من بعضنا، لا أن نتباعد". وذكّر بأن الأمم المتحدة وُلدت من رماد الحرب العالمية الثانية "لتكريس السلام والأمن والعدالة والحرية للجميع"، مجددًا التزام جاكرتا بالعمل المتعدد الأطراف وبكل جهد يعزّز هذه المؤسسة.

وأوضح أن إندونيسيا باتت أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في القضاء على الفقر المدقع والجوع، "لأن هذه القاعة قبل 78 عامًا اختارت أن تنصت وأن تدافع عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية".

وفي ملف المناخ، قال إن بلاده — أكبر دولة جزرية في العالم — تتعرض مباشرة لآثار ارتفاع منسوب البحار. وتعهد بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول 2060، وإعادة تشجير أكثر من 12 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وتقليص تدهور الغابات، وتمكين المجتمعات عبر وظائف خضراء لائقة.

وأضاف: "إندونيسيا تنتقل بحزم من تنمية قائمة على الوقود الأحفوري إلى تنمية مرتكزة على مصادر متجددة"، موضحًا أنه اعتبارًا من العام المقبل ستأتي معظم القدرة الإضافية لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة.

وانتقل إلى "الوضع الكارثي" في غزة، مذكّرًا بأن إندونيسيا من كبار المساهمين في قوات حفظ السلام الأممية، ومتعهدًا: "نحن مستعدون لنشر 20 ألفًا أو أكثر من أبنائنا وبناتنا للمساعدة في صون السلام في غزة أو في أي مكان آخر — في أوكرانيا أو السودان أو ليبيا".

ولفت إلى أن بلاده حققت هذا العام أعلى إنتاج واحتياطي من الأرز في تاريخها، فأصبحت مكتفية وتُصدّر إلى الدول المحتاجة، "بما فيها فلسطين". وخاطب قادة العالم قائلا: "مع أمم متحدة قوية، نبني عالمًا لا يُفرض فيه على الضعفاء ما لا يطيقون، بل ينالون العدالة التي يستحقونها".

وختم مجددًا دعم إندونيسيا الكامل لحل الدولتين، داعيًا إلى دولتين مستقلتين — فلسطين وإسرائيل — "حرتين، آمنتين، ومصونتين من التهديدات والإرهاب"، ومطالبًا القادة بـ"رجاحة دولة، وحكمة كبرى، وضبط نفس، وتواضع".