بيان
موجز البيان
قال محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس موريتانيا، "إنّ "ما مرّ به العالم وما يمرّ به راهناً" أضعف، إلى حدّ كبير، القدرة الفردية والجماعية على الوفاء باستحقاقات خطة عام 2030، ولا سيّما في قارته. وأوضح أنّ أفريقيا، التي تعاني أصلاً اختلالات بنيوية وظرفية تُعطّل جهود التنمية، تُكافح الفقر والبطالة، فضلاً عن تفشّي الإرهاب والنزاعات المسلّحة والآثار المدمّرة لتغيّر المناخ. وشدّد على ضرورة التخفيف من عبء الديون الهائل عن كاهل دولها وتصحيح الاختلالات في منظومة المساعدة الإنمائية، مؤكداً أنّ التعاون متعدد الأطراف ينهض ركناً حاسماً لتمكين أفريقيا من تحقيق نموّ اقتصادي.
وأبرز أنّ موريتانيا تمكّنت من تحسين العديد من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، وهو ما انعكس في تحسّن ترتيبها في "تقرير أهداف التنمية المستدامة 2024". وأكّد أنّ بلاده ترسّخ سيادة القانون وتعزّز الديمقراطية، إذ تستثمر في استقلال السلطة القضائية وتكافح الفساد. كما تواصل ترقية حقوق الإنسان عبر التصدي لمخلّفات الرقّ الحديث والاتجار بالأشخاص، وحماية حقوق النساء والأطفال. وتطوّر بلاده استراتيجيات تكفل تعليم الشباب، الأمر الذي عزّز الوحدة الوطنية واللُّحمة الاجتماعية. وشدّد على وجوب إزالة شتّى أشكال الظلم، مبيّناً أنّ الحكومة تبني شبكات أمان اجتماعي تُمكّن الأشدّ فقراً من النفاذ إلى جميع الخدمات العامة.
ولفت إلى إصلاح منظومة التعليم بما يجسّد قيم المساواة والإنصاف، وإلى استحداث نظام تأمينٍ صحيّ للمواطنين غير المشمولين ببرامج التأمين التقليدية. وانتقل إلى التداعيات السلبية لتغيّر المناخ وانعكاساته الأمنية في القارة الأفريقية عموماً وفي الساحل خصوصاً، مبيّناً أنّ بلاده عملت على خفض الانبعاثات بنسبة 7 في المائة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجدّدة. وأعلن عزم موريتانيا اعتماد برنامج لتطوير الهيدروجين الأخضر وتعزيز الطاقة النظيفة، مع مواصلة مكافحة التصحّر. وحضّ الدول الصناعية على الوفاء بالتزاماتها لخفض الانبعاثات والإيفاء بتعهّداتها التي انبثقت عن "قمّة باريس".
وختم مبرزاً انتهاج موريتانيا سياسة خارجية قوامها عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول وتعزيز التعاون، ومُديناً الحربَ التي تشنّها إسرائيل "إبادةً جماعيةً" بحقّ الشعب الفلسطيني الأعزل. وطالب بـ"الوقف الفوري لهذه الحرب"، وجدّد التأكيد على حقّ الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وسيادة ضمن إطار دولةٍ مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية. كما دعا إلى وضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وأعلن تأييد الجهود الأفريقية لصون سيادة ليبيا. وأكد أهمية استقرار السودان وأمنه ووحدة أراضيه، داعياً إلى تغليب منطق الحوار والعقل وصولاً إلى وقفٍ فوريّ للحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب السوداني.
دعا رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الغزواني زعماء الدول إلى تعزيز الثقة فيما بينهم وتكثيف التعاون متعدد الأطراف والإسراع في إصلاح قواعد "الحكامة الدولية السياسية والمالية بنحو يجعلها أكثر عدلا وتوازنا وإنصافا" حتى يتمكنوا من انتشال "كوكبنا من الضياع وتأمين مستقبل زاهر لأجيالنا الحالية والمقبلة".
وقال في كلمته أمام الجمعية العامة اليوم الثلاثاء إن ما يشهده العالم من صدامات عنيفة وأزمات غير مسبوقة على مختلف الأصعدة، يضعف كثيرا القدرة على الوفاء "بما قطعناه على أنفسنا جماعيا من التزامات في إطار أجندة 2030"، وخاصة في القارة الأفريقية التي تعاني أصلا من "اختلالات وعوائق بنيوية وظرفية تعيق جهودها الإنمائية".
وأكد السيد ولد الغزواني أن "قتامة المشهد الأفريقي تؤكد بقوة الحاجة الملحة إلى تخفيف عبء مديونية الدول الأفريقية الهائل، وتصحيح الاختلالات الجلية في منظومة المساعدات الإنمائية".
وشدد على أن بلاده جعلت من تحقيق أهـداف التنمية المستدامة هدفا مركزيا وتمكنت، وإن بنحو طفيف، من تحسين مؤشرات العديد من هذه الأهداف، وذلك بفضل ما بذلته من "جهد مكثف في سبيل تكريس دولة القانون والمؤسسات القوية وترقية الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية، واعتماد سنة الحوار والتشاور أسلوبا ثابتا لإدارة الشأن العام ودعم استقلالية القضاء واعتماد الشفافية ومحاربة الرشوة وكل أشكال الفساد".
وقال الرئيس الموريتاني إن بلاده عملت على خفض الانبعاثات الكربونية ورفع نسبة الطاقات المتجددة في إجمالي استهلاك الطاقة، وستعزز جهودها في هذا المجال ببرنامج واسع لتطوير الهيدروجين الأخضر. وأضاف أن موريتانيا مستمرة في مكافحة التصحر في إطار مبادرة السور الأخضر الكبير واللجنة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في منطقة الساحل.
موقف موريتانيا من التطورات في المنطقة
وحول التطورات في المنطقة، جدد السيد ولد الغزواني إدانة بلاده لـ "حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، في خرق سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وطالب بوقف الحرب بشكل فوري، معلنا تمسك موريتانيا بحق الشعب الفلسطيني في الكرامة والسيادة في إطار دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية طبقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
كما استنكر "الاعتداءات الإسرائيلية" على لبنان وطالب بوقفها، ودعا إلى إيجاد حل في ليبيا يصون وحدتها وسيادتها. وقال إن بلاده تدعم أمن واستقرار السودان، ودعا إلى "تغليب لغة الحوار والعقل لحل المشاكل المطروحة بما يفضي لوقف فوري للحرب وينهي المعاناة الإنسانية للشعب السوداني الشقيق، ويضمن احترام القانون الدولي الإنساني".
وأضاف الرئيس الموريتاني أن بلاده حريصة على السعي الجاد للوصول الى حل سياسي يصون وحدة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وكرامة شعبها وحقه في العيش في أمن وسلام. وأكد دعمها "للشرعية في اليمن"، داعيا الى انتهاج سبل الحل السلمي وفقا للمبادرات العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
أما فيها يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية، فقال إن موقف بلاده "الثابت" بدعم الجهود الأممية وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الرامية الى ايجاد حل مستدام ومقبول لدى الجميع.
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة