بيان
موجز البيان
قال "كريستيان نتساي"، رئيس وزراء مدغشقر، إن السلام العالمي تتقوّضه اليوم أزمات متعدّدة، من الحرب في أوكرانيا، والإرهاب والجريمة العابرة للحدود، إلى حالة الطوارئ المناخية واتساع فجوة اللامساواة التي تهيّئ أرضًا خصبةً للصراعات وعدم الاستقرار. وأكّد: "لا يجوز لنا أن نستسلم للخوف أو القدرية"، مشدّدًا على أن التعدديّة لا تزال الأداة الأنجع لبناء عالم أكثر أمنًا. ولاحظ أن المنظومة متعددة الأطراف الراهنة تُكابد صعوبةً في الاستجابة لعالمٍ آخذٍ في التحوّل العميق، فدعا إلى إصلاحٍ شجاع وطموح للأمم المتحدة، ولا سيّما لمجلس الأمن. وأردف أن أفريقيا، وهي قارة تشهد نموًا ديموغرافيًا واقتصاديًا، لا يصحّ أن تبقى على هامش صناعة القرار العالمي.
وطالب بتنفيذ فعّال لاتفاق باريس وتعزيز الالتزامات بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، مبرزًا ضرورة تسريع تعبئة مبلغ 100 مليار دولار المنصوص عليه في إطار الاتفاق، لتمويل سياسات الانتقال الطاقي في أفريقيا. وأكد أن من الضروري دعم البلدان النامية في انتقالها نحو اقتصادٍ أخضر وقادر على الصمود، وذلك بتوفير الموارد المالية والتكنولوجية الكافية والاعتراف بحقها في التنمية. ودعا إلى نظام تنموي عالمي شامل وعادل، موضحًا أن التجارة الدولية الأكثر عدالة وحدها هي الكفيلة بضمان الوصول المنصف إلى المعارف والتكنولوجيات وأنماط تمويلٍ واستثمارٍ أكثر إنصافًا.
واستشهد بمفهوم "الفِهَفَنَنَا" (Fihavanana) ــ وهو فنّ الملغاش في العيش المشترك ــ قائلًا إنه يجسّد "تطلّعنا العميق إلى العيش في وئام واحترامٍ متبادل وتضامن". وأوضح أن حكومته تجعل من رأس المال البشري الركيزة الأولى للتنمية؛ ففي السنوات الخمس الأخيرة استثمرت مدغشقر بكثافة في التعليم والتدريس، والصحة وتنظيم الأسرة، والأمن، والبرامج الاجتماعية المبتكرة والشاملة، ومكافحة سوء التغذية، والبنى الأساسية. وبما ينسجم مع تقاليدها كأمّة محبّة للسلام، أعطت مدغشقر الأولوية للديمقراطية والحكم الرشيد؛ وقد أشار "مؤشر السلام العالمي" إلى حلولها في عام 2024 في المرتبة الثانية بين أكثر بلدان أفريقيا جنوب الصحراء سلمًا. وأضاف أنّ بلاده، وهي ثالث أكبر منتج للأرز في أفريقيا، تطمح إلى تصدّر القارة بفضل سياسةٍ جديدة للتنمية الريفية تركّز على الاستغلال الأمثل لكلّ أحواض الأرز في البلاد.
وسلّط الضوء على جهود بلاده في مواجهة تحدّيات التنمية، مبيّنًا أنها تشيّد الطريق المحوري "طريق الشمس" على الساحل الشرقي للجزيرة الكبرى، بما يعزّز التجارة ويرفد السياحة الإقليمية وينهض بالاقتصادات المحلية. وأكد أن الطاقة المتجددة من أولويات الحكومة؛ إذ تُنشأ محطّات شمسية في 47 مقاطعة عبر البلاد. كما تولي الحكومة اهتمامًا خاصًا لرفع معدلات تشغيل الشباب والسكان في المناطق الريفية. ورغم ضآلة إسهام مدغشقر في الانبعاثات، فإنها من بين البلدان الأشدّ تعرّضًا لآثار تغيّر المناخ. وقال: "مدغشقر من البلدان القليلة التي تُسهم في إنقاذ الكوكب"، مشيرًا إلى بصمتها الكربونية السلبية بفضل غاباتها، وداعيًا المجتمع الدولي إلى تسريع تمويل التكيّف المناخي، ولا سيّما لصالح الدول الجزرية. وختم بالتعهد قائلًا: "ستواصل مدغشقر صون هذا الإرث الطبيعي الثمين من أجل الأجيال القادمة".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة