بيان
موجز البيان
قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، إن بلاده عانت لأكثر من عقدٍ من انتقالاتٍ متعاقبة وحروبٍ غير مبرَّرة غذّتها تدخّلاتٌ هدفت إلى إضعاف الدولة للهيمنة على مواردها الطبيعية وقراراتها السياسية والاقتصادية. وشدّد على أنّ الموقف اليوم يستوجب حزمًا لاستعادة زمام الأمر. ورغم تعقيد التحديات، تُعطي ليبيا الأولوية للحلول التوافقية والحوار لمعالجتها وطنيًا. غير أنّ "بعض القوى السياسية" ما فتئت تُعطّل العملية بصورة منهجية، ما أسفر عن انقساماتٍ مؤسسية وسياسية عميقة، وظهور أجسامٍ موازية، وتعطيل—بل إلغاء—لالتزامات البلاد بموجب الاتفاقات وقرارات مجلس الأمن. وأكد أن المحاولات الأخيرة للنيل من استقلال القضاء تُثبت أنّ على ليبيا أن تتحمّل مسؤولياتها في صون أمن مواطنيها.
ورأى أنّ الحلّ السياسي الشامل، الذي يتناول الشواغل المالية والاقتصادية والأمنية انسجامًا مع مسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الأوحد لإرساء الاستقرار وتمكين البلاد من إجراء الانتخابات بما يحقّق للشعب حقَّه في تقرير مصيره. وقال: "نؤمن إيمانًا راسخًا بحق الشعب الليبي في أن يقرّر مستقبله"، ولن يتحقق ذلك إلا باستعادة الدولة لكامل سلطتها "التي يحاول بعض الأطراف منعها". وأوضح أنّ مشروع المصالحة الوطنية الذي يرعاه المجلس الرئاسي تعرقل بسبب تطوراتٍ أخيرة وأعمالِ تعطيل، وأن بناء الثقة ضرورة ملحّة. وفي هذا السياق، رحّب بجهود الاتحاد الأفريقي ودعا إلى حوارٍ وطني من أجل المصالحة يشارك فيه جميع المعنيين بصورة بنّاءة للتوصّل إلى تسويةٍ سلمية يكون "الحلّ ليبيًا خالصًا وبعيدًا عن أي تدخّلٍ خارجي". واستذكر الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي مُنيت بها مدينة درنة إثر الإعصار "دانيال"، مؤكدًا أنّ جهود الناس في التعافي بيّنت قدرتهم على حلّ المشكلات من دون تدخّلٍ أو دعمٍ خارجيَّين.
وفي الشأن الإقليمي، قال إن "الإبادة الجماعية والتطهير العرقي اللذين ترتكبهما سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني يُشكّلان انتهاكًا فظيعًا للقانون الدولي"، مؤكدًا عدم القبول بالإفلات من العقاب. ولذا انضمّت ليبيا إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية مطالبةً بإلزام إسرائيل باحترام قواعد القانون الدولي. وأكّد وجوب المساءلة عن "الإبادة الجماعية الواسعة" بحق الشعب الفلسطيني، ومع تصاعد أخطار اندلاع حربٍ إقليمية، شدّد على تمسّك ليبيا بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، كاستحقاقٍ لحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وتطرّق إلى قضية الهجرة ومخاطر توظيفها في الإرهاب، مذكّرًا بأن ليبيا بلدُ عبور، وداعيًا إلى تضافر الجهود لمعالجة الظاهرة على نحوٍ ينسجم مع حماية حقوق المهاجرين وكرامتهم. وعلى الرغم من معاناة ليبيا من آفة الإرهاب، فقد نجحت في هزيمة تنظيم "داعش" بفضل تضحيات شعبها وقواتها المسلحة، وبإسنادٍ من المجتمع الدولي. وقال: "مكافحة الإرهاب ليست مجرّد مواجهةٍ عسكرية؛ إنّها ظاهرةٌ متعدّدة الأبعاد تتطلب جهودًا محليةً ودوليةً أكبر ومقاربةً شاملةً تعالج مختلف تجلياتها"، لافتًا إلى أنّ الحاجة باتت واضحةً لتعزيز الآليات الوطنية في هذا المضمار على الرغم من مساعي الأمم المتحدة. وخاطب الجمعية العامة قائلًا: "آن الأوان لأن نوحّد الصفوف ونشيّد جسور الوحدة. فلنجعل من تضامننا حجرَ الزاوية في وطننا"، مؤكّدًا أنّ الوحدة هي طريق الاستقرار. وختم بالإشادة بصمود الشعب الليبي، متعهّدًا بألّا تنسى بلاده من وقفوا إلى جانبها في أوقات الشدّة، وبأن تواصل العمل لبناء مستقبلٍ يليق بتطلعات الليبيين.
قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم، "والشعب هو الفيصل في اختيار من يمثله، والعودة إليه عبر الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة هو الحل الأمثل لإنهاء أي انسداد سياسي".
جاء ذلك في كلمته أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، حيث أشار المنفي إلى أن ليبيا عانت على مدى أكثر من عقد من الزمن من الصراعات والحروب غير المبررة بين الأشقاء، "والتي غذتها تدخلات خارجية تسعى إلى إضعاف الدولة وتعميق الانشقاق والسيطرة على مواردها الطبيعية وقرارها السياسي والاقتصادي".
وأكد أن الانقسام المؤسسي الناتج عن "العرقلة الممنهجة لبعض الأطراف السياسية"، أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل ملحوظ، وزاد من تعقيد المشهد السياسي "بداية من خلق أجسام موازية إلى تجميد وإلغاء الالتزام بالاتفاقات السياسية المبرمة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وصولا إلى استخدام موارد الدولة كأداة للضغط السياسي، وآخرها محاولة العبث بالقضاء الليبي، الأمر الذي يجعل من واجبنا أن نتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا ونتدخل عندما يتعلق الأمر بأمن المواطن وقوته".
وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي إن الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، "هو السبيل الوحيد لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولا إلى الانتخابات وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره".
إلا أنه شدد على أن مشروع المصالحة الوطنية الذي يرعاه المجلس الرئاسي يسير بوتيرة بطيئة نتيجة للتطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد "ومحاولة بعض الأطراف السياسية عرقلته بكل السبل". وجدد التأكيد على أهمية تسريع هذا المسار لتوطيد الثقة، وعلى ضرورة مشاركة كافة الأطراف بطريقة بناءة للوصول إلى تسوية سلمية "تعتمد على الحل الليبي بعيدا عن الإملاءات والتدخلات الخارجية".
وقال المنفي إن الوقت قد حان للأطراف الليبية لتمد "جسور الوحدة لنجعل من تضامننا حجر الأساس لوطننا". وأضاف: "لن ننعم بخيراتنا وثروات وطننا طالما بقيت بذور الفتنة والشقاق تنمو بيننا، وإن وحدتنا هي المفتاح لاستقرارنا، وهي الأمل الذي سيحمل أبناءنا نحو مستقبل أفضل، وأدعوكم للتشبث بوحدتنا الوطنية ونفض التدخلات الخارجية التي تهدف إلى تقويض مساعينا".
غزة ولبنان
وشدد رئيس المجلس الرئاسي الليبي على أن ما يرتكبه "الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني" يمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، مؤكدا تمسك بلاده بمبادئ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
وأشار إلى انضمام ليبيا إلى جنوب أفريقيا في القضية المرفوعة أمام مـحكمة العدل الدولية في هذا الصدد "لتعزيز المساءلة على الانتهاكات والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن إبعاد "شبح نشوب حرب إقليمية" في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة وإيقاف "الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة" في فلسطين، وأكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الهجرة والإرهاب
سلط المنفي الضوء على الهجرة غير الشرعية التي تمثل تحديا كبيرا لليبيا - كونها دولة عبور تتحمل عبئا كبيرا في هذا الشأن - والدول الأفريقية ودول المنطقة. وقال إن حل هذه المسألة يتطلب تضافر الجهود مع ضرورة مراعاة التشريعات الوطنية والجوانب الإنسانية وحماية حقوق المهاجرين أنفسهم.
كما قال إن ليبيا عانت بشكل كبير من آفة الإرهاب، ونجحت في القضاء على تنظيم داعش "بفضل تضحيات أبنائها وجهود المؤسسة العسكرية وتضحياتها ودعم المجتمع الدولي". وأضاف أن محاربة الإرهاب لا تكون فقط بالمواجهة العسكرية، لأنها "ظاهرة متعددة الجوانب تتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية ونهجا شاملا يعالج مختلف أبعادها".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة