بيان
موجز البيان
قال بيتر سييارتو، وزير الخارجية والتجارة في هنغاريا، إن العالم يعيش "عصر الأخطار"، ولم يكن أحد يتصور أنه بعد عقودٍ من إبرام المعاهدات سيعود "شبح الحرب الباردة"، أو تعود الحرب إلى أوروبا. وفي ما يتصل بعدوان الاتحاد الروسي على أوكرانيا، أوضح أنه، بوصف هنغاريا دولةً مجاورة لأوكرانيا، فإنها تعيش في ظلّ الحرب "وتدفع ثمن نزاعٍ ليس حربَنا". وقال: "السؤال الحقيقي الآن هو: ما أسرع طريقٍ إلى السلام؟" مبيّنًا أن كلما تأخر بلوغ السلام ازداد عدد الضحايا والمشرّدين واتّسعت رقعة الدمار. ودعا، تبعًا لذلك، إلى تقويمٍ صريح لما نجح وما أخفق؛ فإذا خلص المجتمع الدولي إلى الحقيقة "فسيعلم أن لا شيء قد نجح". ولأن تسليم الأسلحة لم يزد النزاع إلا اشتعالًا، حضّ الدول التي تفكر في إرسال مزيدٍ منها على العدول واتخاذ قرارٍ مسؤول.
وأعرب عن قلق هنغاريا من احتمال استخدام الأسلحة النووية، مؤكّدًا وجوب البحث عن حلٍّ سياسي لأن "لا حلَّ ميدانيًّا قائمًا". وأعلن تأييد بلاده "وقفًا فوريًّا لإطلاق النار وبدء مفاوضات السلام"، مع إقراره بأن ذلك "يسهل قوله ويصعب تطبيقه". وعرّف الدبلوماسية بأنها "القدرة على التحدّث إلى مَن نختلف معهم—أو لا نتفق معهم البتة"، رافضًا أي مسعى لتقييد قنوات الحوار، "فمن أجل ذلك أُنشئت الأمم المتحدة". ورأى أنه من غير المسؤول أن "القوى الخمس الكبرى غيرُ مستعدةٍ للتحاور في ما بينها"، بما يرتّب مخاطر جسيمة على الأمن العالمي ويهدد بعودة الاستقطاب إلى كتل. وأكد أن "تعاونًا حضاريًّا بين الشرق والغرب" كفيلٌ بتقديم حلول كبيرة، ولذلك تدعو هنغاريا إلى الاتصال والتواصل بدل القطيعة.
واستعاد حديث القادة الأوروبيين عن التعاون في أوروبا، لافتًا إلى أن السياسة العالمية ينبغي أن "تتغيّر جذريًّا وتعود إلى قاعدة الاحترام المتبادل"، مع إعادة الاعتبار للحوار والدبلوماسية أدواتٍ رئيسية. وقال: "أصدقاء السلام هم أكثريةٌ في هذه القاعة"، معلنًا استعداد هنغاريا لدعم مسارات السلام ومناقشة خططِه. وإذ استشهد بأمثلة على استمرار الشراكات الاقتصادية للاتحاد الروسي مع دولٍ شتى، اعتبر أن العقوبات الاقتصادية غير مجدية. وختم مشيرًا إلى أن خطر الحرب في أوكرانيا ليس وحده الماثل في الإقليم، فالهجرة غير النظامية تُعدّ هي الأخرى تحديًا أمنيًّا؛ ولذلك "ستواصل هنغاريا منع الهجرة غير المشروعة عبر حدودها، إسهامًا في صون أمن أوروبا".
صورة