بيان
موجز البيان
قال بيترو بارولين، أمين سرّ دولة الكرسي الرسولي، إنّ استهداف دور العبادة والمؤسسات التعليمية والمرافق الصحية وغيرها من البنى التحتية المدنية بات ظاهرة شائعة، داعيًا إلى التقيد الصارم بالقانون الدولي الإنساني في جميع النزاعات المسلحة. وأشار إلى الدور المُزعزع الذي كثيرًا ما يضطلع به الفاعلون المسلّحون من غير الدول في أزمات شتى حول العالم، مشدّدًا: "يتعيّن على هذه الجماعات أن تسعى إلى انخراطٍ بنّاء مع الدول، وأن تنبذ العنف وأعمال الإرهاب، وأن تعود إلى جادّة الشرعية". وأكد: "لا تقوم السلام إلا إذا توفّرت الإرادة لها"، حاثًّا المجتمع الدولي على النهوض بالسلام مسؤوليةً جماعية و"تجاوز الخطابة ونزعة تبادل اللوم". ولما كانت النزاعات تميل إلى طلب الحسم بالقوة، شدّد على أنّ الدبلوماسية ينبغي أن تستنفد كل مسارب التفاوض لإرساء سلامٍ مستدام.
وأبرز قائلًا إنّ الجوع يقبع في صدارة جذور الحرب، فيما يظلّ الميل إلى زيادة الإنفاق العسكري طاغيًا. وأوضح: "يدعو قداسة البابا فرنسيس الدول الغنية إلى الإقرار بجسامة تبعات كثير من قراراتها السابقة، والعزم على إعفاء الدول التي لن تقوى على سداد ديونها". وجَدَّد نداء البابا إلى "احترام الحياة"، معربًا عن الأمل في أن يبذل المجتمع الدولي جهدًا لحظر عالمي لـ"ممارسة ما يُسمّى بالأمومة البديلة" (الإنجاب بالإنابة). وشدّد على وجوب صون كرامة المهاجرين ووقف الاتجار بالبشر وتقديم المتاجرين إلى العدالة. وأعرب كذلك عن القلق إزاء البلدان الأشد فقرًا التي تُسهم بأقل قدرٍ في تغيّر المناخ لكنها "تتحمّل القسط الأوفر من آثاره". وفي ما يتصل بالتقنيات الناشئة، أكد ضرورة "ضمان وصون مجالٍ لرقابةٍ بشرية سليمة على القرارات التي تُنتجها أنظمة الذكاء الاصطناعي"، وإعادة النظر في تطوير واستخدام "الأسلحة الذاتية التشغيل الفتاكة" تمهيدًا لحظرها نهائيًّا.
ودعا، في معرض تناوله بؤر النزاع حول العالم، إلى تحرّكٍ عاجل نحو تسويةٍ عادلة وسلمية في أوكرانيا، ووقفٍ فوريٍ لإطلاق النار في غزة والضفة الغربية، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة، وتقديم عونٍ إنساني عاجل للسكان الفلسطينيين. وأدان جميع الأفعال المعادية للمسيحيين التي يرتكبها في القدس عددٌ محدود من الأفراد اليهود، داعيًا السلطات إلى "التصدّي بحزمٍ ووضوح لهذا الانحراف الفكري". وطالب، في لبنان، بأن تلتزم جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني وأن تبادر إلى وقفٍ لإطلاق النار من دون إبطاء. وحثّ على تعزيز السِّلم داخل المجتمعات، معربًا عن القلق من "تزايد النزوع إلى تعديل الدساتير أو تغيير القواعد والإجراءات الانتخابية بغية البقاء في السلطة". وفي شأن حقوق الإنسان، أكد أنّه "لا يُتصوَّر اقتران مفهوم الحقّ بممارسة الإجهاض"، وأبدى القلق إزاء أوضاع المسيحيين، إذ يتعرض واحدٌ من كل سبعةٍ منهم للاضطهاد الديني. وختم بالدعوة، في سياق التعددية وإصلاح الأمم المتحدة، إلى "العودة إلى حوارٍ صادقٍ منفتح" يراعي تحوّلات السياق الذي تعمل فيه المنظمة.
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة