بيان
موجز البيان
قالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الاتحادية لألمانيا، إن عالمنا اليوم بات أشبه بمنظومة من العناوين السريعة والشعارات التي تُقسِّمه إلى أسود وأبيض وتؤجِّج ثنائية "نحن" في مواجهة "هم". وهذه القسمة كانت في جذر "أسوأ الفظائع التي عرفتها الإنسانية"—من الحروب العالمية إلى المحرقة. وأوضحت أنّ الأمم المتحدة تقدّم نموذجًا مناقضًا عبر ميثاقها الذي يحضّ المجتمع الدولي على الاعتراف بإنسانية الجميع، ويكفل لجميع الدول حقَّ تقرير مصيرها في ظل نظامٍ يخلو من النزعات القومية المُفرِّقة. غير أن الارتقاء إلى مستوى هذه المبادئ يقتضي جهدًا دؤوبًا، وتعهّدًا بالتعاطف والتضامن، والبحث عن أرضية مشتركة. "ويعني أيضًا أن نُواجِه معضلةً مفادها أنّ قيم الميثاق قد تبدو، في بعض الأحيان، متعارضةً فيما بينها"، على حد قولها.
واستعادت هجمات حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 واستمرار احتجاز أكثر من مئة رهينة، وبينهم من مواطنيها—نساءٌ وأطفالٌ أيضًا—داعيةً إلى النظر في الواقع لا من منظور التجارب الفردية والتاريخ الجمعي فحسب، بل من منظور إنسانيةٍ كونية "كي نكسر هذه الحلقة الجهنمية من الكراهية". وأكدت أنّ حقوق الإسرائيليين والفلسطينيين لا تنفي بعضُها بعضًا؛ فتبقى ألمانيا ملتزمة بأمن إسرائيل وحقّها في الدفاع عن نفسها، فيما تعمل في الوقت عينه "لإنهاء الجحيم الذي يعيشه أطفال غزة"، لأن أمنًا دائمًا للإسرائيليين والفلسطينيين لن يتحقق إلا بأمنٍ دائمٍ لكلٍّ منهما مع الآخر. ومن هنا جاءت جهودُ بلادها للتوصّل إلى صفقةٍ بشأن الرهائن، في إطار "الخطة التي طرحها الرئيس بايدن وأيّدها مجلس الأمن"، معلنةً مشاركتها مؤخرًا مع عددٍ من الدول في الدعوة إلى وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار لمدة 21 يومًا على طول "الخط الأزرق".
وأردفت: "لأن القدرة على التعلّم من أخطاء الماضي تجعل المجتمعات أقوى"، تمضي ألمانيا في مقاربةٍ أعمق لماضيها الاستعماري، ويشكّل ردُّ المقتنيات إلى أهلها شأنًا محوريًا في هذا المسار—وهو ما يَسِم مسارَ المصالحة المهمّ مع ناميبيا، اتِّجاهًا إلى اتحادٍ على مستقبلٍ أفضل. وفي ما يتصل بعدوان الاتحاد الروسي على أوكرانيا، دعت الدول الأعضاء إلى مطالبة الرئيس فلاديمير بوتين بوقف الهجمات والذهاب إلى طاولة التفاوض "ليس من أجل أمننا فحسب، بل في مصلحتكم أنتم أيضًا". وأعلنت سعيَ ألمانيا إلى إصلاح مجلس الأمن والهندسة المالية العالمية، معربةً عن الأسف "لللاعدالة الصارخة في أن تتصدّر أهم مؤسستين ماليتين دوليتين قياداتٌ أوروبية وأميركية فقط". وختمت بالتشديد: "نحتاج إلى مؤسساتٍ يقبل بها جميعُنا—ولن يتحقق ذلك إلا إذا مثّلتنا جميعًا"، داعيةً كذلك إلى أن تكون "الأمينةُ العامة المقبلة للأمم المتحدة امرأةً للمرة الأولى".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة