بيان
موجز البيان
قال ألكسندر دو كرو، رئيس وزراء بلجيكا، إنّه بعد أن طوّر أندريه ساخاروف القنبلة الهيدروجينية السوفياتية الأولى في عام 1955، أقلقته سباقات التسلّح والعقيدة السوفياتية أيَّما قلق، فدفعه نضاله من أجل حقوق الإنسان إلى أن يغدو مناصرا دوليا بارزا تُوِّج بمنحه جائزة نوبل للسلام بعد عشرين عاما. وأردف: "حين ننظر إلى عالم اليوم، يغدو استحضار إرث ساخاروف أمرا لا غنى عنه".
وانتقل إلى الشرق الأوسط مشيرا إلى أنّ عقودا من نزع الإنسانية عن الخصم كرّست دوامةً ضارية من العنف أفضت إلى مقتل أكثر من 40,000 إنسان في أقلّ من عام. وأوضح أنّ بلجيكا أقرت، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ودعت في الوقت نفسه إلى الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن. وبيّن أنّ حكومته دعت منذ أشهر إلى وقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار وفرضت حظر توريد الأسلحة، ولم تنقطع عن دعم "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)"، وفرضت عقوبات على "حماس" وعلى تنظيماتٍ من المستوطنين المتطرّفين. ومع كل نفس بريء يُزهق في غزة وكل خبر عن رهينة مقتول، تتبدّى آفاق السلام أبعد من أي وقت مضى. وسأل: "أين كرامة الإنسان في كل هذا؟" ثم استدرك: "ثمة مخرج"، داعيا إلى الانخراط مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية ورسم مسار عملي نحو حل الدولتين.
وتطرّق إلى الحرب التي يشنّها رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين في أوروبا منذ أكثر من عامين، قائلا إنّ "جنونه ما برح يخلّف عواقب مدمّرة على الشعب الأوكراني"، ومضيفا: "رجلٌ واحد فقط قادر على أن يوقف قتل الآلاف من المدنيين". واستشهد بما أثبتته تحريات دولية مستقلة عدّة من فظائع مروّعة منتشرة النطاق، مذكّرا بأنّ "صندوق بلجيكا لأوكرانيا" أنفق في العام المنصرم 1.7 مليار يورو على المعدّات العسكرية والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، فيما تضطلع وكالة التنمية البلجيكية بمساندة أوكرانيا في الاستعداد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومع اقتراب شتاء قارس آخر، تعمل بلجيكا على "تهيئة" منظومات الطاقة في مئات المستشفيات. ومع استمرار قصف المدن، يغدو طلب أوكرانيا مزيدا من الدفاعات الجوية "حمايةً ذاتيةً صِرفة"، ولذا ستنقل القوّة الجوية البلجيكية جميع مقاتلاتها—ما لا يقلّ عن 30 طائرة على امتداد السنوات المقبلة.
وأشار، برغم استقطاب العالم وعمق انقسامه، إلى أنّ الاستنتاج بفشل التعددية "على طول الخط" "سيكون خطأً"، مستشهدا بالاتفاق الأممي بشأن التنوع البيولوجي "في أعالي البحار"، وبالاستجابة العالمية لمرض جدري القردة (mpox)، وباستجابة "المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" لتفشّيه، بوصفها أمثلةً على التقدّم. ولاحظ أنّ الظواهر المناخية القصوى تتزايد في كل أنحاء العالم—ومنها الفيضانات الأخيرة في مساحات واسعة من شرق أوروبا ووسطها—غير أنّ فِطنة الإنسان والمنافسة المستدامة والتغييرات الراسخة في السلوك قادرة على التخفيف من آثار تغيّر المناخ. واستعاد دروس أندريه ساخاروف، مؤكدا أنّه في غياب حقوق الإنسان وكرامته تتكاثر النزاعات، ويقع الأشد هشاشةً ضحيتها الأولى. وختم بالقول إن انطلاقةً جديدة، مع "العهد من أجل المستقبل"، ينبغي أن تبدأ بتجديد الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، وسيادة القانون، واحترام كرامة الإنسان.
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة