بيان
موجز البيان
قال فيليب ديفيس، رئيس وزراء باهاما، إن بلاده—ومعها سائر الدول الجزرية الصغيرة النامية—تُلِح منذ ثلاثة أعوام على الدول الأعضاء أن تبادر إلى عمل عاجل إزاء تغيّر المناخ. وأشار، على الرغم من "بعض التقدّم المشجّع"، إلى أنّه دون المستوى المطلوب. وأضاف: "ها هي الحقيقة القاسية تتجلّى، في هذه اللحظة عينها، أعاصيرَ وحرّا ونيرانا وفيضانات"، لافتا إلى أنّ الدول الأعضاء "تجد، على نحوٍ ما، مبالغ مذهلة للرصاص والقنابل"، لكنها لا "تجود إلا بالفُتات" حين يتعلق الأمر بتمويل الخسائر والأضرار وأعمال الإصلاح والتعافي. وسأل الدول لماذا تصرّ على تجاهل "أكبر تهديد في حياتنا"، مشيرا إلى غياب الفعل الحاسم، وهيمنة خيارات وأولويات قصيرة النظر ومضلِّلة. وختم هذا المحور قائلا: "بوسعنا أن نختار خلاف ذلك؛ بوسعنا أن نختار الأفضل". وأعلن ترشّح بلاده لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن للفترة 2032-2033، موضحا أنّ السعي إلى هذه العضوية إنما تدفعه "أزمة اليوم الحاضرة، وأزمة الغد المحدقة"، والرغبة في إسماع صوت الدول الجزرية الصغيرة النامية.
وأكد وجوب إدماج الاعتبارات المناخية في جميع أعمال مجلس الأمن، مبيّنا أنّ "بلدانا مثل بلدنا" من شأنها تعزيز شمولية قرارات المجلس وتمثيليتها. ولفت إلى أنّ التطلعات إلى السلم والأمن العالميين ستظل أحلاما جوفاء ما لم تسندها أمنيةٌ اقتصادية. وشدّد على أنّ النظام المالي العالمي طالما مال على حساب البلدان النامية، مشيرا إلى دور باهاما في كشف "نفاق الإدراج الأحادي في القوائم السوداء". وقال: "إن النظام الحالي، بقواعده المجحفة وميادينه غير المتكافئة، يستنزف موارد الدول النامية ويخلّفنا نصارع التبعات". وأوضح أنّ باهاما، حتى ضمن الدول الجزرية الصغيرة النامية، تتفرّد بدرجة هشاشة عالية. ولذا أنشأت الدولة "الحرس الوطني للشباب" لتمكين الأجيال الناشئة من الاضطلاع بدور روّاد في صون البيئة، كما تعتنق الابتكار في تِقانة المحيطات بحثا عن حلول لأزمة المناخ.
وأردف: "قد تكون باهاما صغيرة مساحةً، غير أنّها ليست قليلة الطموح أو شحيحة الإبداع". وأعاد التذكير بأن دولا مثل دولته لا تُسهم إلا بالنزر اليسير في مسبّبات الأزمات العالمية، ومع ذلك تتصدّر المتأثرين بها. وبيّن أنّ أكثر من 40 في المئة من الدَّيْن الوطني يعود مباشرةً إلى آثار تغيّر المناخ. وحثّ الدول على الكفّ عن النظر إلى تغيّر المناخ بوصفه تهديدا بيئيا فحسب، مؤكدا أنّه "مضاعِف للتهديدات" يؤجّج التوتّرات القائمة. وتساءل: "إذا كنّا نواجه تحدّيات لجوء اليوم، أفننتظر حتى يُرغم الملايين على عبور الحدود طلبا للبقاء؟". وأوضح أنّ حكومته لجأت في عام 2024 إلى التعاون فيما بين بلدان الجنوب لسدّ فجوات الدعم الإنمائي. وشدّد على أنّ الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ يجب أن تشكّل منعطفا حاسما، داعيا الدول إلى إحياء المفاوضات المتوقفة بشأن الهدف الكمي الجديد المشترك لتمويل المناخ.
وخاطب الدول المتقدمة قائلا: "آن لكم أن تنهضوا—لا بالأقوال وحدها". ولفت إلى أنّ الإنفاق العسكري العالمي قفز إلى مستوى غير مسبوق بلغ 2.4 تريليون دولار في عام 2023، فيما لم يتجاوز إجمالي التعهّدات لصندوق الخسائر والأضرار—الذي أُنشئ بشقّ الأنفس في الدورة الثامنة والعشرين—800 مليون دولار فحسب. ووصفه بأنه "قطرة في بحر"، مؤكدا أنّ القضية ليست قضية تمويل وحسب، بل قضية استدامة وبقاء. وأوضح: "لا بدّ من تشغيل صندوق الخسائر والأضرار على نحو كامل". وأضاف: "نحن لا نطلب معونةً مُنحاً، بل سندا ينهض بنا—فحتى أمهر السباحين قد يغرق إن تُرك وحيدا في بحر هائج". وجدّد دعوته إلى رفع الحصار المفروض على كوبا، ملاحظا: "لقد أخفق؛ مضى عليه أكثر من 70 عاما، فلماذا يُبقي عليه؟".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة