أكد إسبن بارت إيده، وزير خارجية النرويج، أنّ أوروبا تشهد — لأول مرة منذ 79 عامًا — حربًا كبرى بين دول. وقال: "في حربها العدوانية ضد أوكرانيا، تنتهك روسيا جوهر ميثاق الأمم المتحدة انتهاكًا سافرًا"، موضحًا أنّ بلاده تساند أوكرانيا وتريد السلام، "غير أنّه يجب أن يكون سلامًا عادلًا، متسقًا مع المبادئ الأساسية للميثاق". وأردف: "السلام غير العادل يعني العودة إلى عالم يَغلُب فيه منطق القوة وتُغيَّر فيه الحدود بالقوة"، مذكّرًا بأنّ للحروب قواعدَ تجسّدها اتفاقيات جنيف. واستطرد: "ومن الأهمية بمكان، بالقدر نفسه، أن نجهر بموقفنا إذا انتهك أصدقاؤنا التقليديون تلك القواعد".

ولدى تناوله هجوم "حماس" الإرهابي الشنيع على إسرائيل في 2023، دان الهجوم وأكّد حقّ إسرائيل في الدفاع عن النفس ضد الإرهاب، ثم أوضح: "في الوقت نفسه، تظلّ إسرائيل — كسائر الدول — مقيّدةً بأحكام القانون الدولي الإنساني"، مُشيرًا إلى أنّ معظم غزة غدا ركامًا، وأنّ ما لا يقل عن 41,000 شخص لقوا حتفهم، فضلًا عمّن أُصيبوا. وبيّن أنّ النرويج كانت من أوائل الدول الغربية التي دعت إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة، وأبدت قلقًا بالغًا إزاء القيود الشديدة على الوصول الإنساني، والأعداد الصادمة من موظفي الأمم المتحدة والعاملين الإنسانيين والصحفيين الذين قُتلوا، مؤكّدًا: "وقفنا إلى جانب الأونروا عندما تعرّضت لحملات التشويه والتجريح". ونبّه، في الضفة الغربية، إلى التوسّع المتسارع للمستوطنات غير القانونية، وإلى أنّ لبنان شهد في الأيام الأخيرة أكثر أيامه دمويةً منذ عقود، محذّرًا من حافة حربٍ إقليميةٍ كبرى.

وأشار إلى خطاب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الجمعية في اليوم السابق، قائلًا: "خلاصة رسالته أنّ علينا الاختيار جميعًا — إمّا مع إسرائيل أو مع إيران ووكلائها. لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل، ولم يُعجبني ختامه". واستعاد ما وقع في نيويورك قبل 22 عامًا، حين قال زعيمٌ آخر — ردًّا على الهجمات الإرهابية على هذه المدينة — إنّ العالم "إمّا معه أو مع الإرهابيين". ودعا الدول التي لم تفعل بعدُ إلى الاعتراف بدولة فلسطين وتمكينها من نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وجدد تأييد بلاده إصلاح مجلس الأمن، "بإضافة مقاعد دائمة ومنتخبة معًا، وإنهاء الغبن التاريخي الواقع على إفريقيا"، مؤكدًا وجوب تقييد استخدام حق النقض لا توسيعه.

وختم مؤكّدًا أنّ "العهد من أجل المستقبل" يضع الالتزامات القوية بالمساواة بين الجنسين وحقوق النساء في صميمه، وقال: "عندما تُنتخب أمينة عامة جديدة، يجب أن نضمن تزويدها بالأدوات التي تحتاج إليها كي تُعيننا، على نحوٍ استراتيجي، على إنجاز الأهداف النبيلة التي توافقنا عليها".