بيان
موجز البيان
قال إدغار لو بلان فيس، رئيس المجلس الرئاسي الانتقالي في هايتي، إن بلاده، بوصفها "أولَ جمهوريةٍ للسود في العالم"، تفخر بنضالها البطولي من أجل الحرية وكرامة الإنسان، وتعقد الأمل على مستقبلٍ أفضل، داعيًا إلى تضامنٍ دولي. واستشهد ببيّناتٍ مقلقة عن تغيّر المناخ والفقر والنزاعات التي يواجهها العالم، مفصّلًا آثارها المدمِّرة على بلده. وأوضح أنّ هايتي، في أعقاب جائحة كوفيد-19، تجابه فقرًا متفاقمًا وتحدياتٍ بنيوية، مؤكدًا أنّ هذه الأزمة العالمية تستدعي إصلاحًا اقتصاديًا شاملًا. وحذّر من أنّ استقرار البلاد في مهبّ الخطر مع معاناة نحو نصف السكان من نقصٍ حاد في الغذاء. ولِما كانت هايتي من "أشدّ البلدان فجوةً رقمية"، دعا إلى دعمٍ عاجل "لردم الفجوة الرقمية" وتمكين بلده من الاندماج في الاقتصاد العالمي.
وأكد أنّ "هذه التحديات العالمية لا تُواجَه إلا بتجديد الالتزام بالتعدديّة، وبروح التضامن والعمل الجماعي"، متعهدًا أن تعمل بلاده، مع المجتمع الدولي، على "بناء مستقبلٍ تنتصر فيه السلم والعدالة وكرامة الإنسان". وانتقل إلى الوضع السياسي الداخلي، مسلطًا الضوء على إنشاء المجلس الرئاسي الانتقالي—"التجسيد لتعدديّة المجتمع الهايتي"—بوصفه محطةً رئيسية في مسعى البلاد لتجاوز أزمتها المتعددة الأبعاد. ومع تسليمه بأن المسؤولية النهائية عن النهوض ببلده تقع على عاتق الهايتيين أنفسهم، ذكّر في الوقت نفسه بمسؤولية المجتمع الدولي الذي اضطلع "بدورٍ حاسم في تاريخ هايتي".
ورسم صورةً قاتمةً لأزمةٍ أمنية غير مسبوقة تعصف بالبلاد—إذ بات الناس يخشون التنقّل وإرسال أطفالهم إلى المدارس—مرحبًا بقرار مجلس الأمن تفويض نشر "بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات". واعترف، في المقابل، بـ"الإرث الثقيل" لانتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان ارتبطت ببعثاتٍ أممية سابقة، مشددًا على ضرورة الاتعاظ بالماضي من خلال "إعادة النظر في النهج". ودعا، تبعًا لذلك، إلى تحويل البعثة الراهنة إلى عمليةٍ لحفظ السلام تحت ولاية الأمم المتحدة، إذ من شأن هذه النقلة أن تضمن تمويلًا أكثر استدامة وتعزّز التزام الدول الأعضاء بإعادة الأمن إلى هايتي.
وقال: "إن هايتي أكبرُ ضحايا ظلمٍ تاريخي"، مستذكرًا أنّ بلده أُكرِه عام 1825 على دفع دَينٍ هائلٍ لفرنسا لقاء الاعتراف باستقلاله؛ وهو دَينٌ فُرِض تحت التهديد، "فنزف مواردَ البلاد" و"أوقعها في حلقةٍ جهنمية من الإفقار". وطالب بـ"الاعتراف بالدَّين الأخلاقي والتاريخي"، وبـ"تنفيذ تعويضاتٍ عادلة وملائمة تتيح لشعبنا أن يتحرّر من القيود غير المرئية لذاك الماضي الجائر".
ناشد الرئيس الكيني وليام روتو جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة التضامن مع شعب هايتي من خلال تقديم الدعم اللازم، مضيفا أن بلاده ستنشر قوات إضافية اختيارية في هايتي لتحقيق هدف نشر 2500 ضابط شرطة بحلول كانون الثاني/يناير من العام المقبل.
يشار إلى أن كينيا تقود بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات لدعم الشرطة الوطنية الهايتية وهي ليست بعثة أممية، ولكنها تستمد تفويضها من مجلس الأمن الدولي بموجب القرار رقم 2699 الصادر يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وخلال كلمته في المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال الرئيس روتو "إن دعمنا للشرطة الوطنية الهايتية أدى إلى تقدم كبير في إحلال السلام في المدن والبلدات، وحماية البنية الأساسية الحيوية، وتخفيف العبء عن العديد من المجتمعات التي كانت أسيرة العصابات الإجرامية في السابق".
كما أشاد الرئيس الكيني "بالقيادة السياسية في هايتي لصياغة اتفاق وخارطة طريق واعدة نحو انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية". وقال إن كينيا ودول الكاريبي والبلدان الأخرى في أفريقيا مستعدة لنشر قوات، ولكنها تواجه عقبات بسبب نقص المعدات والتمويل.
ورحب الرئيس روتو بتبني مجلس الأمن لقرار 2719، الذي ينشئ إطارا لتمويل عمليات دعم السلام التابعة للاتحاد الأفريقي من خلال الأنصبة المقررة للأمم المتحدة، "وبالتالي تعزيز جهودنا الجماعية لحفظ السلام".
وأكد أن التمويل الجيد لعمليات السلام التابعة للاتحاد الأفريقي ليست مجرد أولوية أفريقية، بل ضرورة عالمية، نظرا للتعقيد والطبيعة المترابطة للسلام والأمن الدوليين. وقال إن بنية الأمن الدولي القائمة، التي يمثلها مجلس الأمن الدولي لا تزال تعرقل الجهود الرامية إلى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وقال إنه من غير المقبول أن يتم استبعاد 54 دولة أفريقية، موطن 1.4 مليار نسمة، بينما يسمح لدولة واحدة باستخدام حق النقض ضد قرارات الدول الأعضاء الـ 193 المتبقية.
وتابع قائلا: "يتعين علينا أن نسعى بشكل عاجل إلى جعل مجلس الأمن ممثلا وشاملا وشفافا وديمقراطيا وفعالا وخاضعا للمساءلة".
إدغار لوبلانك فيلس، رئيس المجلس الرئاسي للانتقال في هايتي متحدثا أمام الجمعية العامة.
هايتي تحقق تقدما ملموسا في الأمن
إدغار لوبلانك فيلس، رئيس المجلس الرئاسي الانتقالي في هايتي قال إن الشعب الهايتي يرفض اليأس على الرغم من التحديات التي يواجهها. وقال في كلمته أمام الجمعية العامة: "نعلم أننا سنحتاج إلى دعم المجتمع الدولي، ولكن يجب علينا أولا الاعتماد على أنفسنا، وعلى قدرتنا على الصمود، وقدرتنا على التغلب على الخلافات والانقسامات الداخلية".
وأشار إلى النتائج الملموسة التي قال إن قوات الأمن الوطنية حققتها بدعم من بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات، مما سمح للسكان باستعادة الشعور بالحياة الطبيعية تدريجيا. ولكن "لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به"، حسبما قال.
واختتم المسؤول الهايتي حديثه بالقول: "نتمنى أن نبدأ التفكير في تحويل بعثة الدعم الأمني إلى عملية حفظ سلام تحت ولاية الأمم المتحدة. لن يؤدي هذا التحول إلى تأمين مصدر تمويل أكثر استقرارا وتوسيع قدرات البعثة فحسب، بل سيعزز أيضا التزام الدول الأعضاء بالأمن في هايتي. وأنا على قناعة بأن هذا التغيير في الوضع، مع ضمان عدم تكرار الأخطاء الماضية، سوف يضمن النجاح الكامل للبعثة في هايتي".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة