رئيس طاجيكستان يطالب بتمويل عادل وإصلاحات مالية ويحذر من تسارع ذوبان الأنهار الجليدية

قال رئيس طاجيكستان، إمام علي رحمن، إن الاستراتيجية الوطنية للتنمية حتى عام 2030 تتماشى تمامًا مع أهداف التنمية المستدامة. لكنه أكد أن "الدول النامية، ولا سيما الجبلية والمغلقة، تواجه تحديات متعددة في تحقيق هذه الأهداف".

وأوضح أن التمويل الدولي المتاح للتنمية المستدامة ما يزال غير كاف. ودعا إلى زيادة الموارد المخصّصة وإعادة النظر في النهج المعتمدة في النظام المالي الدولي.

وشدّد على الحاجة إلى إصلاحات عادلة وفعالة في الأدوات المالية الدولية. وقال: "العديد من الدول النامية والأقل نموًا لا تزال عرضة للأزمات الاقتصادية والمالية والفقر والأمراض المعدية، بما فيها كوفيد 19، إضافة إلى الكوارث الطبيعية وانعدام الأمن الغذائي". وأضاف: "لقد حان الوقت للنظر بجدية في هذا الموضوع"، مشيرًا إلى أهمية إعفاء الديون ضمن حزمة الدعم.

وانتقل إلى المناخ، مبينًا أن الجبال تغطي 93 في المائة من أراضي طاجيكستان. وأشار إلى تغيرات في الدورة الهيدرولوجية وسلسلة فيضانات وجفاف وعواصف رملية أثرت مباشرة في المياه والطاقة والأمن الغذائي.

وقال: "تسارع ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع درجات الحرارة أديا إلى تدهور النظم الإيكولوجية البحرية والمحيطية". ولفت إلى مؤتمر دولي رفيع المستوى لصون الأنهار الجليدية استضافته دوشانبيه هذا الصيف، وجمع المجتمع الدولي لبحث قضايا الجليد.

وأوضح: "من بين 14 ألف نهر جليدي في طاجيكستان، ذاب أكثر من 1300 بالكامل، ومعدل الذوبان يتسارع". وأكد أن بلاده تضطلع بدور نشط في دبلوماسية المياه.

وفي سيادة القانون، اقترح أن تنظر الجمعية العامة في إعلان سنة دولية لمحو الأمية القانونية. وربط ذلك بالحاجة إلى منظومات قانونية راسخة تدعم التنمية والحقوق.

أما في مجال التكنولوجيا، فقد شدد على أن الانتشار السريع للأدوات الرقمية والاستخدام الفعال للذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهما بقوة في التنمية. وذكّر بقرار اعتمدته الجمعية في يوليو بناء على مقترح طاجيكي بشأن دور الذكاء الاصطناعي في التنمية المستدامة بآسيا الوسطى.

وأضاف أن إنشاء مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي في دوشانبيه سيسهّل تنفيذ مبادرات ومشاريع مشتركة بين دول المنطقة. وأكد أن "الأمن السيبراني يجب أن يكون جزءًا مهمًا من منظومة الأمن الجماعي"، داعيًا إلى "توسيع التعاون الدولي في الأمن ضمن إطار عملية دوشانبيه لمكافحة الإرهاب".

وعن الجوار الإقليمي، جدّد دعمه لصون السلام والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في أفغانستان. وحث المجتمع الدولي على تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، خصوصًا للمناطق المتضررة من الجفاف والزلازل.

وختم بإعلان تأييده للإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة ضمن مبادرة "الأمم المتحدة 80" ومفهوم "الأمم المتحدة 2.0" ورؤية الأمين العام لبناء "أمم متحدة حديثة". ورحّب بميثاق المستقبل، مؤكدًا أن "بالثقة والتعاون والعزم الراسخ نبني مستقبلًا عادلًا وسلميًا ومستدامًا للجميع".