أكد نانغولو مبومبا، رئيس ناميبيا، اعتزاز بلاده بتولّيها، إلى جانب ألمانيا، دور الميسّر المشارك لـ "قمة المستقبل". وشدّد على أنّ اهتمام ناميبيا بـ "العهد من أجل المستقبل" منطلقٌ من وعيٍ بأن المؤسسات المتعددة الأطراف، ومنها مجلس الأمن، لا تمثّل احتياجات القارّة الإفريقية وتطلعاتها تمثيلًا كافيًا. وأوضح أنّ جوهر العهد يتمثّل في هذا الإدراك وفي استعجال التحوّل العالمي العميق. وأضاف: "في صميم سعينا إلى ترميم الثقة بالتعددية تكمن مطالبةٌ مشروعةٌ بالاعتراف بنا شركاءَ متكافئين" — شركاءَ يمكن الوثوق بهم؛ شركاءَ في مكافحة الحرب والفقر والظلم العالمي والتفاوت.

وأعرب عن قلق خاص من آثار تغيّر المناخ، مبيّنًا أنّ تبدّلات حرارة المحيطات أثّرت في مخزونات الثروة السمكية في ناميبيا بما يهدّد، على المدى البعيد، سبل العيش والنُّظم البيئية وقطاع السياحة. ولفت إلى أنّ ناميبيا، شأنُها شأن سائر بلدان "الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي (سادك)"، تمرّ بظاهرة "النينيو" التي قوّضت الأمن الغذائي، الأمر الذي اضطرّ بلاده إلى إعلان حالة طوارئ للتصدّي لمفاعيل الجفاف الشديد. وفي شأن المساواة بين الجنسين، أكد أنّ ناميبيا لم تزل ضمن أفضل تسعة بلدان عالميًا أغلقت ما لا يقل عن 80% من فجوة النوع الاجتماعي، مضيفًا: "خلال الأشهر الـ 12 الماضية، بلغنا تكافؤًا تامًا في الجمعية الوطنية، حيث تشكّل النساء 50% من مجموع الأعضاء".

وأبرز سعي بلاده إلى إنشاء منظومات للتصنيع الأخضر تُسهِم في إزالة الكربون من الصناعات عسيرة الخفض لانبعاثاتها. وأكد أنّ الاستثمار في هذه القطاعات المحورية حاسمٌ، داعيًا البلدان المتقدمة إلى توسيع نطاق دعمها للبلدان النامية لتيسير تحوّلاتٍ طاقيةٍ متدرّجة. وحثّ الجمعية العامة على مؤازرة الصيغ الإجرائية الرامية إلى تفعيل الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بشأن النزاع الدائر في غزة. وقال: "بوصفنا بلدًا خبر ويلات الإبادة الجماعية، ترى ناميبيا أنّ إسرائيل، قصدًا وفعلًا، ترتكب إبادة جماعية".

ودعا، كذلك، إلى إنهاء الحصار الاقتصادي والمالي والتجاري المفروض على كوبا، مشددًا ضرورة الرفع الفوري وغير المشروط للعقوبات غير المشروعة المفروضة على زيمبابوي. واعتبر أنّ حرمان شعب الصحراء الغربية المستمر من حقه في تقرير المصير يشكّل انتهاكًا إضافيًا لميثاق الأمم المتحدة ولمقاصده ومبادئه. وختم مؤكدًا: "إن منظومة الأمم المتحدة تشتدّ قوةً إذا تشابكت أيدينا وعملنا معًا بوصفنا بناةَ جسور".