بيان
موجز البيان
قال صدير جاباروف، رئيس جمهورية قيرغيزستان، إن العالم يشهد زياداتٍ سنوية في الإنفاق العسكري العالمي "في حين تفتقر الدول الفقيرة والهشّة إلى الموارد اللازمة لتنميتها وبقائها". وأشار إلى "واقعين متناقضين في عصرنا": إنفاقٌ بلا سقف على الاحتياجات العسكرية يقابله شُحٌّ في المعونة للدول المحتاجة، مؤكّدًا: "كان الأحرى أن تُعاد توجيه الأموال المنفقة على الحرب والدمار والموت إلى البناء والتصدي للتحديات العالمية لصالح البشرية جمعاء". وأضاف أنّ قادة العالم يتحدثون منذ عقود عن ضرورة القضاء على الفقر "لكنهم يفتقرون إلى الإرادة لتنفيذ ما يتعهدون به". وأردف: "يقف العالم اليوم أمام خيارٍ مصيري: إمّا أن نختار تعزيز الأمن بتوسيع الجيوش، وإمّا أن ننتهج التنمية المستدامة الهادفة إلى استئصال الفقر ودعم الأشد هشاشة".
وأكّد: "لو وُجِّهت المواردُ المنفقة على العسكرة إلى توفير المياه النظيفة، وتعليم الأطفال في الدول النامية، ومكافحة الجوع، أو التصدي لتغيّر المناخ، لأحدثت فارقًا ملموسًا". ودعا إلى "جهدٍ مشتركٍ بين الدول الغنية والدول المحتاجة"، موضحًا أن على الدول المتقدمة ألا تكتفي بزيادة المساعدات المالية، بل أن تركّز أيضًا على مشروعات البنية الأساسية والتنمية الاجتماعية الموجّهة. ومن جانبها، يتعيّن على الدول المحتاجة أن تنخرط بفاعلية في مبادرات التنمية المستدامة الدولية، وأن تلتزم بالاستخدام الرشيد للموارد "بدلًا من تبديدها بلا بوصلة". كما شدّد على وجوب نقل الدول الغنية التكنولوجيا الحديثة إلى من يحتاجها، لتمكين الدول المتعسّرة من تطوير اقتصاداتها استقلالًا وتقليص اعتمادها على المساعدات الخارجية. وخَلُص إلى القول: "لقد حان الوقت لإعادة التفكير في أولويات الأمن العالمي"، إذ إن الأمن الحقيقي لا يتحقق بالجيوش الجرارة أو أسلحة الدمار الشامل، بل عبر الثقة والمساواة والرخاء.
وقال إن على المجتمع الدولي أن يولِي اهتمامًا أكبر بالتنمية المستدامة في الجنوب العالمي، وأن يدافع عن مصالح أقل البلدان نموًا والدول النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية. وضرب مثالًا ببلاده التي تواجه تحديًا ثلاثيًا: الاستثمار في التنمية، وخفض الفقر، والتكيّف مع تغيّر المناخ—وكلّها ميادين تتطلب تمويلًا خاصًا، ولا سيّما الأخير. وفي هذا السياق، دعا إلى الترويج لـ"آلية مبادلة الدَّين مقابل الاقتصاد الأخضر"، واستبدال الديون الخارجية بمشروعات موجّهة إلى التنمية المستدامة. وبيّن أن أكثر من 95 في المائة من طاقة بلاده تُنتَج من محطات الطاقة الكهرمائية، وهي المحرّك الرئيس لبلوغ الحياد الكربوني، كما استعرض جهود تطوير البنية التحتية للنقل الكهربائي، وتعزيز الزراعة المستدامة، وتنمية السياحة البيئية. وأضاف أن "مدنًا خضراء" تُشيَّد على ضفاف بحيرة إيسيك-كول وفي منطقة كيمين، وأن محطة كهرمائية تُبنى بالشراكة مع كازاخستان وأوزبكستان، وأن سكة حديد الصين–قيرغيزستان–أوزبكستان ستُعزّز التعاون في التجارة والنقل.
وتطرّق إلى جهود بلاده في حماية نمِر الثلوج—وهو رمزٌ وطني لقيرغيزستان ورمزٌ للتنمية المستدامة طويلة الأمد في الإقليم—معلنًا أن قيرغيزستان ستتقدم إلى الجمعية العامة بمشروع قرار لإعلان "اليوم الدولي لنمر الثلوج"، وحاثًّا على دعم هذه المبادرة. كما سلّط الضوء على "التحديات اليومية" التي يواجهها سكان المناطق الجبلية—من شُحّ المياه، وانعدام الأمن الغذائي، والفقر، وضعف الوصول إلى الخدمات الأساسية—مشددًا على أنه "لا ينبغي أن تُترَك تلك البلدان لتواجه مشكلاتها وحدها". وختم باستلهام كلماتٍ من "ملحمة ماناس" تجسّد "عمق الصداقة ووحدة الصف والتضامن بين الشعوب": "فلْنتحد قوّةً، كرأسٍ واحدٍ من كتفٍ واحدٍ ويدٍ واحدةٍ من كمٍّ واحد—فحيثما تكون الوحدة، يكون الازدهار".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة