بيان
موجز البيان
قال ألاماي هالينا، رئيس وزراء تشاد، إن "السلام ما يزال تحديًا جسيمًا" لبلاده—as هو حالُ كثيرٍ من بلدان الساحل. وأوضح أنه، مع أهمية الإقرار بالجهود التي تبذلها دول الإقليم لمكافحة الجماعات الإرهابية "التي كثيرًا ما تظلّ أصولها ومواردها غير واضحة"، فإن غياب الإرادة الجماعية الصادقة لدى المجتمع الدولي لاجتثاث هذه الآفة "يُنذر بوقوع أفريقيا برمّتها في قبضة الجماعات الإرهابية". وحثّ على تعزيز التعاون ترسيخًا للاستقرار في أفريقيا، لافتًا إلى أنّ العالم سيُقيّم، معًا، حصيلة تنفيذ "خطة عام 2030" عند حلول استحقاقها. وأشار إلى أن تشاد، شأنها شأن بلدان أفريقية عديدة، تقف عند تقاطع تحديات متعدّدة—منها تغيّر المناخ—تتهدّد الأمنَ الغذائي. وبيّن أن موجات الجفاف المطوّلة، والتصحّر، والفيضانات غير المسبوقة "تقوّض اقتصاداتنا وتُلحق الضرر بالفئات الهشّة"، داعيًا المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته في مجالات تمويل المناخ، والعدالة المناخية، ونقل التكنولوجيا الخضراء.
وأفاد بأن تشاد، من جهتها، تعمل على تحسين سُبل الوصول إلى التعليم ومياه الشرب المأمونة والطاقة والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية. وفي الأثناء، يتعيّن على المجتمع الدولي مكافحة الفقر واللامساواة—ولا سيّما اللامساواة القائمة على النوع الاجتماعي—من خلال شراكات متجدّدة تُراعي الاحتياجات الخاصة لأقلّ البلدان نموًا. وشدّد قائلًا: "نطلب نفاذًا منصفًا إلى اللقاحات، وكذلك إلى التكنولوجيا الطبية المتقدّمة، لأنّ الصحة والتعليم هما ركائز كرامة الإنسان". وأوضح أن الشباب في تشاد—ويمثّلون أكثر من 65 في المئة من السكان—"هم ثروتنا الأعظم"، عارضًا جهود الاستثمار في تعليمهم ومشاركتهم السياسية "للحؤول دون استغلالهم من قبل التطرّف الراديكالي والعنف". ودعا الأمم المتحدة إلى مؤازرة قيام سوق عملٍ منفتحة وبيئةٍ تُتيح للشباب الازدهار، مشيرًا إلى أنّ سبب هجرة الشباب الأفارقة "هو الهوّة السحيقة التي تفصل بين دولنا—على الرغم من أننا نتقاسم المصير ذاته".
ومضى موضحًا أن تشاد تستضيف حاليًا أكثر من مليوني لاجئ "يمثّلون نحو 15 في المئة من سكاننا". وهذا يلقي عبئًا ثقيلًا على الموارد الوطنية ويُفاقم الحالة الإنسانية الناجمة عن التدفق الكثيف للاجئين السودانيين الفارّين من أزمة بلادهم. ودعا المجتمع الدولي إلى إسناد اللاجئين والمجتمعات المضيفة معًا، معربًا عن الأسف لرفض الأطراف المتحاربة في السودان النداءات المتكرّرة لوقف إطلاق النار. وشدّد على وجوب أن "تتوقّف هذه الأطراف فورًا عن القتال وتُيسّر وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى الملايين من ضحايا هذه الحرب الأخوية". وأكد أن أزمة السودان الراهنة لا يمكن حلّها بالقوة، بل عبر حوار يهدف إلى إحلال سلامٍ دائم. وفيما يتعلّق بليبيا، دعا جميع الأطراف إلى بذل أقصى ما في الوسع "لتجاوز الانسداد السياسي الذي يرزح تحته البلد".
غير أنّ النزاعات لا تنحصر في أفريقيا وحدها، كما قال، مشيرًا إلى أن الوضع في أوكرانيا والنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني "يُبرزان أخطار هذا العنف غير المُبرَّر الذي يحصد أرواح الأبرياء بلا حصر على خلفية توتّراتٍ جيوسياسية متصاعدة". وجدد تأكيد التزام بلاده "حلَّ الدولتين"، و"الحقَّ غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير المصير"، والحلَّ السلمي التفاوضي لهذا النزاع، مضيفًا: "لا يسعُ العالم أن يلوذ باللامبالاة وضميره مرتاح إزاء الصور المروّعة التي تَرِدنا من غزة". ودعا كذلك إلى رفع الحظر المفروض على كوبا، وأكّد تمسّك تشاد بـ"الموقف الأفريقي المشترك" بشأن إصلاح مجلس الأمن. وختم قائلا: "إنّ أفريقيا لا تطلب أكثر من جبرِ غبنٍ فادح لحقّ قارةٍ بأسرها".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة