بيان
موجز البيان
قال لويس إيناسيو لولا دا سِلفا، رئيس البرازيل، إن عجز المجتمع الدولي عن الاستجابة للأزمات العالمية "يشي بضعفٍ يعتري قدرتنا الجماعية على التفاوض والحوار". وأشار إلى أنّ "العهد من أجل المستقبل" نفسه محدود النطاق. وبعد جائحة كوفيد-19 لم يُعتمد في منظمة الصحة العالمية أيّ صكّ خاص بالأوبئة. وأضاف: "نحيا زمنا يتصاعد فيه القلق والإحباط والتوتر والخوف"، فيما تتضخّم النزاعات والميزانيات العسكرية، و"يغدو استخدام القوة—من دون سند من القانون الدولي—هو القاعدة". وأكد أنّ البرازيل ندّدت بحزم بالغزو الذي تتعرض له أوكرانيا، وسعت، بالتعاون مع الصين، إلى تشجيع حوار بنّاء بين الطرفين في إطار "الخطة ذات النقاط الست". وأردف أنّ غزة والضفة الغربية تشهدان إحدى أعتى الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث مع خطر امتدادها إلى لبنان. "لقد بدأ الأمر عملا إرهابيا ارتكبه متطرفون ضد مدنيين إسرائيليين أبرياء، لكنه تحوّل إلى عقاب جماعي للشعب الفلسطيني"، قال، موضحا أنّ حصيلة الضحايا تجاوزت 40,000، معظمهم نساء وأطفال. "إنّ حقّ الدفاع عن النفس انقلب حقّا في الانتقام، وهو ما يحول دون التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن ويؤخّر وقف إطلاق النار". وإلى ذلك نبّه إلى أنّ العالم يطوي صفحة السودان واليمن، حيث يُكابِد قرابة 30 مليون إنسان المعاناة.
وفي معرض تناوله تغيّر المناخ، شدّد على أننا "مُقدَّر لنا ترابطٌ لا فكاك منه في مواجهة المناخ". وسيطالب الكوكب "أجيالَ المستقبل بثمن" التعهّدات المناخية التي لم تُنفّذ؛ وقد دحضت الوقائع خطابَ الإنكار: فـ2024 سيكون أشد الأعوام حرارةً على السجلات، والكوارث البيئية تعصف بأرجاء المعمورة، وبلاده شهدت أكبر فيضان منذ 1941 وأشد جفاف في الأمازون منذ 45 عاما. وأكد أنّ البرازيل لا تتهاون مع الجرائم البيئية؛ فقد خُفِّضت إزالة الغابات في الأمازون بنسبة 50%، وسيُقضى عليها بحلول 2030. وأشار إلى أنّ بلاده ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ في 2025، وأنّ لديها اليوم أحد أنظف مزيجات الطاقة في العالم، إذ يأتي 90% منها من مصادر متجددة. وأوضح أنّ البرازيليين تصدّوا لهجمات مسيانية وتوتاليتارية وأسقطوا دكتاتوريات. ورأى أنّ على الديمقراطية أن تجيب عن تطلعات مَن يرفضون الجوع واللامساواة والبطالة والانعزال، مؤكدا أنّ "الوطنيين الزائفين والانعزاليين" ولا "التجارب فائقة الليبرالية" التي تُمعِن في إفقار قارة مثقلة بالفقر لن تنفع المواطنين.
وأضاف أنّ مستقبل الإقليم مرهونٌ ببناء دولٍ مستدامة دامجةٍ ومكافحة التمييز، بعيدا عن ترهيب الشركات أو المنصّات الرقمية التي تنصّب نفسها فوق القانون. وحذّر قائلا: "الحرية أول ضحايا عالمٍ بلا قواعد"، مؤكدا أنّ التِقانات الجديدة، ومنها الذكاء الاصطناعي، ينبغي أن تحترم حقوق الإنسان وأن تكون أداة للسلام لا للحرب، وداعيا إلى إنشاء سلطة حكومية دولية معنية بالذكاء الاصطناعي تُتاح فيها مقاعدٌ لجميع الدول. وإلى ذلك رأى أنّ حال البنية المالية العالمية يضرّ بالبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فيقيّد استثماراتها في الصحة والتعليم والعمل المناخي، حتى غدا "خطة مارشال معكوسة يمَوِّل فيها الأفقرُ الأغنى". وأشار إلى أنّ الدول الأفريقية تقترض بأسعار فائدة تصل إلى ثمانية أضعاف ألمانيا وأربعة أضعاف الولايات المتحدة. ودعا إلى تعظيم مشاركة البلدان النامية في إدارة "صندوق النقد الدولي" و"البنك الدولي"، مبرزا أنّ خمسةً من أثرى المليارديرات—والأغنياء جدا الذين يدفعون نسبة ضرائب أدنى من الطبقة العاملة—ضاعفوا ثرواتهم، فيما أضحى 60% من البشر أفقر. وأكد أنّ البرازيل دفعت، في المقابل، إلى وضع معايير عالمية دنيا للضرائب.
وأشار في الوقت نفسه إلى أنّ أكثر من 9% من سكان العالم—أي 733 مليون شخص—يعانون نقص التغذية. وأوضح أنّ الجوع نتاجُ "خيار سياسي"، إذ إنّ ما في العالم من غذاء يكفي للقضاء على هذه الآفة. وأعلن أنّ حكومة بلاده عازمةٌ على القضاء على الجوع في البرازيل، كما فعلت في 2014. وأفاد بأن "التحالف العالمي ضد الجوع والفقر"، الذي سيُدشَّن في ريو دي جانيرو في تشرين الثاني/نوفمبر، وُلد من هذه الإرادة السياسية وروح التضامن، ثمرةً لرئاسة البرازيل لمجموعة العشرين. وختم داعيا إلى إصلاحٍ عاجل للأمم المتحدة، مقترحا، في جملة أمور، أن يُغدو "المجلس الاقتصادي والاجتماعي" المنتدى الرئيس للتنمية المستدامة، وأن يعيد "مجلس الأمن" النظر في طرق عمله وفي استخدام حق النقض، وأن يكفّ عن استبعاد دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا من العضوية الدائمة—وهو صدىً غير مقبول لماضٍ استعماري. وقال: "لا يسعنا انتظار مأساة عالمية أخرى، كالحرب العالمية الثانية، لنُقيم على أنقاضها حوكمةً جديدة. إنّ إرادة الأغلبية قادرة على إقناع مَن يتشبّثون بالمظاهر الصارخة لآليات القوة".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة