بيان
موجز البيان
قالت ميا أمور موتلي، رئيسة وزراء بربادوس، واصفةً عالما أنهكته "أربع سنوات من الأزمات المركّبة" ويواجه اليوم "ميادين متعددة للحرب والنزاع المسلّح"، إنّه "لا متّسع لدينا لترف التشتيت الذي تجرّه الحروب. على المجتمع الدولي أن ينهض، معا، بإتاحة فرص وحلول جديدة. وإن كانت ثمة لحظة نتوقف فيها ونعيد ضبط المسار، فهي الآن". وأكدت أنّ هذه الإعادة يجب أن تُنهي كل أشكال التمييز وكل القواعد والمؤسسات التي تصنع مواطنين من درجتين، داعيةً المؤسسات العالمية إلى أن تُتيح للبلدان النامية—ولا سيما الأصغر والأشدّ هشاشة مثل بلدها—"مقاعد على موائد صنع القرار، حيث يمكننا أن نصير فاعلين مباشرين في قضايانا ونقود بأنفسنا مسارات تنميتنا". وإذ لفتت إلى أنّ عام 2024 يمثّل العام الختامي "للعقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي"، انضمّت إلى "جوقة الآراء المتنامية المطالِبة بإعلان عقد ثانٍ على الفور" لإنجاز ما لم يُستكمل والتصدّي لمسألة جبر الأضرار عن الاسترقاق والاستعمار.
وأردفت أنّ الإعادة المنشودة ينبغي أن تتّسم بإصلاح مؤسسي يبدأ من الأمم المتحدة، مبيّنةً أنّ "المجالس التي توحي بأن بعض الأعضاء كاملو العضوية وآخرين أنصاف أو مؤقّتون أو عارضون لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين". وحثّت على إعادة ضبط في الذهنيات بقدر ما هو في الأفعال والإصلاحات، مؤكدةً أنّ الأجندات الوطنية التحوّلية تتطلب إصلاحاتٍ ماسّةً في مؤسسات التمويل الدولية. وأشارت إلى إطلاق النسخة الثالثة من "مبادرة بريدجتاون"، موضحةً أنّ ركائزها الثلاث تتمثّل في: تغيير قواعد المنظومة المالية الدولية وإصلاح حوكمتها وأدواتها؛ وجعل الاقتصادات منيعة أمام الصدمات عبر معالجة الدَّيْن والسيولة معالجةً شاملة؛ وتعزيز التمويل برفع قدرة البلدان على الاستثمار في بناء القدرة على الصمود، بما في ذلك إعادة توجيه "حقوق السحب الخاصة" بفاعلية عبر شركاء التنمية متعددي الأطراف. وشدّدت على أنّ على المجتمع الدولي أن يحسم كيفية صون "المنافع العامة العالمية" وتمويلها، وأن يتصدّى لأزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وسواهما من التحديات الكونية.
وقالت إن "برنامج عمل الدول الجزرية الصغيرة النامية" قصة أخرى لوعود قُطعت ولم تُوفَّ، مذكّرةً بأن المجتمع الدولي اجتمع في بربادوس قبل ثلاثين عاما ليتحرّك لأول مرة إزاء التحديات الفريدة التي تواجهها هذه الدول، فاعتمد "برنامج عمل بربادوس"—أول أجندة عالمية مخصّصة لها. ومنذئذٍ تفاقمت هشاشات الدول الجزرية الصغيرة النامية، فدعت المجتمع الدولي إلى العمل المشترك لتحقيق رؤية "برنامج أنتيغوا وبربودا للدول الجزرية الصغيرة النامية لعام 2024". وأفادت بأن بربادوس تولّت قبل يومين رئاسة "منتدى الدول المعرّضة للمناخ" و"مجموعة العشرين المعرّضة للمناخ (V20)" خلفا لغانا، مشيرةً إلى أنّ أولويات الرئاسة تشمل معالجة الأبعاد المتعددة لتغيّر المناخ، وما يخلّفه من آثار، ومسألة الدَّيْن والمناخ معا. ودعت جميع الدول الأعضاء المعرّضة للمناخ التي لم تنضم بعد إلى اللحاق بركب المنتدى لتقوية الصوت الجماعي وتعزيز جهود المناصرة والتصدي العاجل للأزمة المناخية.
وختمت بالتشديد على أنّ "إعادة الضبط" المطلوبة، قبل كل شيء، هي تلك التي تصون السلم العالمي. فقالت: "الصمت الذي يلفّ السودان غير مقبول"، معربةً أيضا عن الأسى حيال الأوضاع في ميانمار وأوكرانيا وغزة والضفة الغربية ولبنان. ونبّهت إلى أنّ هذه الحروب ستضع أوزارها، "ولكن بأي كلفةٍ وبأي مقدارٍ من الفقد في الأنفس؟"، محذّرةً من "تبلّد الحسّ العام إزاء إزهاق الأرواح، ولا سيما أرواح الأطفال والنساء، ومن الغضب ونوازع الانتقام التي يستولدها ذلك". وبغية العمل من أجل السلام، أعلنت أنّ بربادوس أقامت هذا العام علاقات دبلوماسية مع دولة فلسطين "التي يستحق شعبُها اعترافا كاملا ودعما من المجتمع الدولي". ودانت أفعال حماس، واستنكرت بقوة الكارثة الإنسانية في غزة "الناجمة عن الاستخدام غير المتناسب للقوة من جانب إسرائيل". كما دعت إلى وقف القتل في أوكرانيا؛ وإلى إعادة ضبط في نهج الولايات المتحدة إزاء أسلحة الاقتحام؛ وإلى دعمٍ كامل لاستقرار هايتي. وإذ سلّطت الضوء على كوبا كشريك ذي قيمة لبربادوس، جدّدت الدعوة إلى رفع الحظر عنها "لأنه ببساطة أمرٌ مجافٍ للصواب". وخاتمةً، ومع أزمةٍ مناخية "تضربنا شبه أسبوعيا في أرجاء العالم"، دعت المُنكرين إلى إعادة ضبطٍ في الرؤية والاعتراف "بالضرورة القاطعة للعمل الجماعي لصون نمط عيشنا وكوكبنا".
البيان كاملا
اقرأوا البيان كاملا في ملف بصيغة الݒي دي أف.
صورة